على مسئولية موقع وزارة الثقافة.. لا توجد أنشطة ثقافية!

لم تعد المباني والمنشآت فقط هي الواجهة لأي مؤسسة، وإنما أصبح أول ما ينظر إليه هو موقعها الإلكتروني، وعندما يتعلق الأمر بتبادل الثقافات وتفاعل الحضارات فإن وزارة الثقافة هي أصل الحديث، فهل يصلح الموقع الخاص بها بحالته القائمة لأن يؤدي تلك المهمة؟، للتعرف على الإجابة أبحرنا في جولة داخل صفحاته وروابطه المختلفة.

بمجرد ظهور الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الثقافة، يبدأ عدد من الصور الخاصة بالمراكز والمؤسسات الثقافية التابعة لها في الظهور والتبادل، ويعلوها التقسيمات المختلفة والتي يضم كل منها بدوره عددا من التفرعات، مثل أنشطة الوزارة والوزير والفعاليات والإنجازات والإصدارات وغيرها، وفي الأسفل توجد آخر الأخبار والخدمات الإلكترونية المختلفة وجوائز الدولة للمبدعين.

تبدو الواجهة جيدة إلى حد ما للوهلة الأولى، ولكن سرعان ما تظهر مشكلاتها المتعددة، التي تظهر أن الموقع لا يلقى الاهتمام المطلوب، ففي الصفحة الأولى على اليسار توجد «الأنشطة الشهرية» متضمنة تقويما يتغير بشكل تلقائي مع بداية كل شهر ولكن لا يتم تحديثه!، فعند الاقتراب من أي تاريخ خلال الشهر تظهر عبارة «لا توجد أنشطة»، أي أنه طبقا لموقع الوزارة؛ ليست هناك أي أنشطة ثقافية، كما أنه لم يتم حتى الآن تحديث ألبوم الصور الموجود ومازالت المعروضة هي الخاصة بالدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة السابق.

أما «نبذة عن الوزارة» فتتضمن معلومات مختصرة عن تاريخ الوزارة وإنشائها والوزراء الذين تولوا مسئوليتها بداية من ثروت عكاشة وحتى حلمي النمنم، وبدءا من تولي د.محمد صابر عرب عام 2012 أصبح اسم الوزير مصحوبا برابط ينتقل إلى صفحة أخرى بها السيرة الذاتية له، وهو ما لا ينطبق على الوزيرين الأخيرين، أما د.جابر عصفور فسيرته مختصرة وإلى جانبها معلومة بأنه وزير الثقافة السابق رغم أنه الأسبق، بينما د.محمد صابر عرب فسيرته طويلة ومليئة بالمراحل المختلفة، ورغم إضافة سطر بجانب اسمه يشير إلى أنه وزير الثقافة الأسبق، إلا أن التسلسل الوظيفي بالأسفل مباشرة لم يتم فيه ذلك، فمازالت المعلومة أنه وزير الثقافة 2012 حتى تاريخه.

أما «نشاط الوزير» فلا وجود له أيضا، ليست هناك كلمة أو سيرة، كلا الرابطين يظهران خطأ في الانتقال، بينما لا تتضمن لقاءات الوزير الإعلامية أي شيء يخص الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الحالي، رغم أن الصفحة الرئيسية تتضمن واحدا، كما يوجد غيره الكثير من اللقاءات التليفزيونية الخاصة بالنمنم والمتاحة على الانترنت، ولكن لم يتم وضع أي منها.

في حين أن «الأنشطة والفعاليات» بدلا من أن يتم تحديثها باستمرار فهي تضم فقط نبذات عن عدد من المشروعات القديمة التي انتهى بعضها ومر على البقية وقت طويل منذ البدء، بينما لم يتم إضافة أي شيء جديد، حيث تضم الأنشطة الثقافية المحلية مهرجان القراءة للجميع وأطلس المأثورات الشعبية ومشاريع الرصد الحضاري والألف كتاب، أما الدولية فتتضمن المعارض المختلفة، مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تظهر معلوماته أن تونس هي ضيف شرف الدورة الأخيرة رغم أن ذلك كان عام 2012!

إلى جانب ما سبق توجد «الإنجازات»، والتي تضم 4 فئات، الأولى هي المكتبات، حيث اكتفى الموقع بذكر أهم المكتبات العامة بالقاهرة الكبرى وعدد المكتبات الموجود في كل محافظة، وأخرى جار تنفيذها، رغم أن منها ما تم افتتاحه بالفعل مثل مكتبة نعمان عاشور بمحافظة الدقهلية.

أما الإنجاز الثاني فهو المتاحف الفنية والقومية وقد سبق لأخبار الأدب تناول هذا الملف من قبل وإظهار سلبياته ولكنه يضم على الموقع عرضا موجزا لأهم المتاحف التابعة للوزارة يتمثل في نبذة عن كل متحف وصور له، ولكن بدءا من متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية وحتى النهاية، أي 14 متحفا، تتكرر فيهم نفس الصور الخمس المعروضة، هل الوزارة لا تمتلك صورا للمتاحف التابعة لها؟!.

وفي الفئة الثالثة تقع مراكز الإبداع الفني، حيث تضم مواقع أثرية تم ترميمها ومراكز إبداع أخرى حديثة، وإحصائية بعدد الأنشطة الثقافية والفنية التي نظمتها تلك المراكز والتي بلغت 327 نشاطا، شاهدها 21364 مشاهدا، ولكن ذلك خلال الربع الأول من عام 2013، ألا توجد أنشطة ومشاهدات بعد تلك الفترة؟!، بينما رابع الإنجازات وآخرها فهي «قصور الثقافة» التي تضم تحت الإنشاء أكثر من 10 قصور بمختلف المحافظات، في حين أن جميعها تقريبا تم افتتاحه بالفعل.

أما «الإصدارات»، فحدث ولا حرج، حيث تضم 8 قطاعات وأحدث إصداراتهم من الكتب، إلا أن أحدث كتاب من بينها لا يتجاوز يناير 2014، رغم أننا يفصلنا أقل من شهرين على انتهاء عام 2015، إلى جانب السلاسل التي تصدرها بعض الهيئات والمراكز، والتي تم إلغاء بعضها، بالإضافة إلى المجلات التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب، فمجلة المسرح تم إلغاؤها وأنشئت «مسرحنا» بهيئة قصور الثقافة بدلا منها، كما أن مجلتي عالم الكتاب وإبداع أصبحت كل منهما شهرية وليست فصلية.

في النهاية، يبقى القسم الأنشط والذي يتم تحديثه باستمرار هو الخاص بالأخبار التابع للمركز الإعلامي، ونتمنى أن ينتقل هذا إلى بقية الأقسام.

Comments