عبده جبير يتذكر.. نجيب محفوظ كاتب مهم وليس عظيمًا

لم يكن نجيب محفوظ مبدعاً واحداً، بل هو جيل كامل من المبدعين الذين خرجوا من تحت عباءته، اعتادوا أن يلتفوا حوله في مقهى ريش مساء كل يوم جمعة من الساعة السادسة وحتى التاسعة، يتبادلون الحديث ويتناقشون حول قضايا مختلفة تخص الوطن والأدب والحياة بشكل عام، ومن بين هؤلاء كان الكاتب الروائي «عبده جبير»، الذي أحب محفوظ وقدّر قيمته وتأثر به كثيرا، منذ أن تعرف عليه في المقهى عام 1969 .

جمعتهما علاقة يسودها الود والتفاهم في مجملها، ضمت العديد من المواقف والحكايات، وعنها يقول جبير: «حين عدت مؤخرا لأرشيفي، وجدت أنني نشرت قصصا كثيرة حدثت بيني وبينه، معظمها حكاها لنا في جلساته، كنت التقط بعضها لاحتفظ به، لأني كنت أرى فيها أهمية خاصة تتعلق بفن الرواية أو بالحياة الأدبية، وكنوع من توثيق هذه الحكايات كنت أنشرها في حينها خلال حياته، على سبيل المثال؛ حكى لنا محفوظ حكاية المعركة التي جرت في ميدان العتبة حين نشرت جريدة السياسة الحلقات الأولى من رواية «زينب»، بعد أن سمعت القصة وجدت أنها مهمة جدا في تاريخ الأدب لأن التيار المحافظ في مصر كان يعتبر الرواية فنا وافدا غربيا وليس من تراثنا، وبالتالي كانوا يحرمون التشخيص في الرواية ويعتبرونه نوعا من الخروج على الإسلام، فرأيت أن تسجيل هذه الحادثة وتوثيقها ونشرها بمثابة تأكيد على ضرورة وأهمية هذا التاريخ الذي شهد نشر أول رواية مصرية مسلسلة، وما جرى حولها من أخذ وعطاء بين المحافظين والعصريين».

وجد جبير في أرشيفه مجموعة كبيرة من المقالات والقصص التي تتعلق بنجيب محفوظ، فجمعها وكتب لها مقدمة، ونشرها في كتابه «بفضل كل هذا الخيال»، والتي نشرت بالكامل من قبل في حياة نجيب محفوظ، ماعدا واحدة تخص موقفا أغضب محفوظ منه هو والناقد سليمان فياض، فيتذكر عبده جبير: «لقد كانت نيتي طيبة جدا، بعدما أسست دار نشر خاصة بي، أردت إصدار جريدة تهتم بالكتب العربية، ورغبت في تكريمه بأن أنشر في أول عدد على غلافها صورة محفوظ ومعها موضوع، كانت روايته المنشورة في هذه الأيام هي «حضرة المحترم»، وكان منطقيا أن أنشر عنها، فلن يكون مناسبا وضع مقال عن عمل قديم، باعتبار أنها جريدة تتابع ما يصدر أولا بأول».

ويستكمل جبير: «اخترت من بين المهتمين بأدب محفوظ شخصا هو نفسه يحترمه ويقدّره، وأنا كذلك، هو سليمان فياض، كلفته بكتابة هذا المقال، فكان صادقا ومهتما جدا، وكتبه بحرفية عالية، نشرته احتراما لرأيه دون تدخل، واعتبرت أن هذا شيء طبيعي، فالمعرفة أو الصداقة لا دخل لها في الرأي النقدي، ولكن يبدو أن اقتناص فياض لفكرة الموظف أزعجت نجيب محفوظ، لأن الوظيفة بالنسبة له كانت ضرورية لكي يقي نفسه العوز أو فعل شيء آخر غير كتابة الرواية، والتي لم يكن يستطيع العيش منها حتى فاز بجائزة نوبل، ولذلك كان مضطرا أن يحافظ على وظيفته، لكن تفسير فياض بأن محفوظ يتسم بعقلية موظف أزعجته كثيرا فغضب، واستمر ذلك لبضع سنوات ثم عادت الأمور لطبيعتها».

لم يكن غضب محفوظ من سليمان فياض فقط، وإنما من عبده جبير أيضا، ومن مظاهره أنه عندما يدخل إلى المقهى مثلا ويجدهما يدير وجهه للجانب الآخر ولا يرد على تحيتهم، وفي ذلك يوضح جبير: «الكاتب مهما كانت مكانته، هو إنسان في النهاية، يغضب ويفرح ويخاصم صديقه ثم يصالحه، ومحفوظ أنا شاهدته في حالات غضب شديدة جدا عندما كان يكتب أحد عن أعماله بطريقة فيها تحامل عليه، وأحيانا كان يضحك ويسخر من بعض الذين كتبوا عن أولاد حارتنا مثلا وخاصة المشايخ، فهو إنسان عادي ويتأثر، لكنه كان رجلا مهذبا ويكرر دائما (ليس من العيب أن يغضب المرء وإنما العيب أن يعبر عن غضبه)».

(الرجال هم الأغلبية في أدب نجيب محفوظ، ذلك أمر طبيعي في مجتمع أبوي ومتخلف، ومن يقرأ قصص نجيب محفوظ سيلحظ ثلاث مجموعات رئيسية: عالم الموظفين، وعالم الفتوات، وعالم الدراويش، وبصورة خاصة فإن الموظفين يحتلون أغلب القائمة، وأغلب هؤلاء من الكتبة والإداريين، وتكاد مشكلة التوظيف والوظيفة، والترقي في الدرجات والتنافس عليها أن تحتل جانبا كبيرا من المشكلات القصصية في تجارب نجيب محفوظ، وهذا طبيعي، فنجيب محفوظ ابن القاهرة المركز الرئيسي لموظفي الدولة، وهو نفسه عمل إثر تخرجه من الجامعة كاتبا في سراديب وزارة الأوقاف، وعمل كموظف مثالي صغير، يضع على رأسه الطربوش ويزرر جاكتته، فنجيب محفوظ حين يكتب عن الموظفين، فإنه يكتب عما عاشه وعاناه، عما يعرفه معرفة حياتية واثقة، يكتب عن معاناته وقلقه).

ذلك كان جزءا من مقال سليمان فياض الذي أغضب محفوظ فوصفه بـ «قلة الأدب»، وذلك طبقا لما نشره جبير في كتابه؛ الذي افتقد لقصة لم تلحق به، كان يظن أنه جمع مادتها ولكنه حين بدأ في تجهيز الكتاب لم يجدها، وهي تتعلق بعمليات نهب وسرقة لمخطوطات نجيب محفوظ، التي ظهر بعضها في لندن، يستطرد جبير: «لقد عرضت بإحدى المؤسسات التي تبيع المخطوطات، وكان هناك جدل حولها، كيف خرجت من مصر؟ ومن فعل ذلك؟ أهو شخص من أقاربه أم أصدقائه أم العاملين في دور النشر التي كان يتعامل معها، لا أحد يعلم، فهو لم يكن يعطي أهمية كبيرة لمخطوطاته، كان يبعث الرسالة مثلا بخط يده لدار النشر أو المجلة أو الجريدة ثم لا يهتم بالأصول، كنت أريد تسجيل هذا الأمر باعتباره آخر ما علمت به، ولكني للأسف لم أجد الملف إلا بعدما نشرت الكتاب».

كان عبده جبير يعمل في مجلة المصور، وبالتالي مكنه ذلك من الاطلاع على كل يجري حول العالم، وحينما فاز محفوظ بجائزة نوبل، وجد أن العالم كله مهتم بالأمر، ولذلك رأى أنه يستحق موسوعة كالتي نُفذت للكاتب الأيرلندي جيمس جويس، فكتب مذكرة بهذا الأمر وذهب للمجلس الأعلى للثقافة ليحصل على تفرغ يساعده في الإنفاق على الموسوعة، لكن الباحثين في المجلس رفضوا ذلك لأنه ليس باحثا وإنما كاتب قصة، يضيف: «أخبروني أنني لو تقدمت للتفرغ بفرع الرواية قد يمنحوها لي ولكن الموسوعة لا، فقررت أن أنفق عليها من مالي الخاص واستعنت بشخصين، هما الصديق المؤرخ عرفة عبده علي، وزميلتي ضحى طه التي ساعدتني في العمل، فكنت أكتب أنا المادة الأدبية وعرفة يكتب المادة التاريخية، وعملنا لمدة عام، لم ننه خلالها سوى 4 أعمال، فوجدت أنه نتيجة لقلة العدد ولأنني أنفق على المادة سأستغرق عشر سنوات لكي أنتهي من الموسوعة، لذا توقفت؛ على أمل أن أجد هيئة أو مؤسسة تساعدني، لكن هذا لم يحدث، وظلت عندي مادة كثيرة مخطوطة ولم تنشر، كما أني بعد الانتهاء توقفت؛ على أمل أن أجد هيئة أو مؤسسة تساعدني، لكن هذا لم يحدث، وظلت عندي مادة كثيرة مخطوطة ولم تنشر، كما أني بعد الانتهاء من هذه الأعمال الأربعة خلال العام، اكتشفت أن المادة التاريخية أكبر من الأدبية، فتخوفت من أن يفسر نجيب محفوظ عمل الموسوعة بأنني أريد أن أظهره كمؤرخ وليس روائيا، خاصة وأن هناك من كتبوا ذلك، بأن نجيب محفوظ تأتي أهميته من كونه يؤرخ للحياة الاجتماعية والسياسية المصرية وأنه ليس روائيا كبيرا، فهذان العاملان تسببا في تجميد الموسوعة وتوقف المشروع».

كان ذلك تكريم جبير لمحفوظ، بينما الدولة كان لها تكريم آخر، فأثناء عمل عبده جبير كمدير تحرير لإحدى المجلات الثقافية وصلته نسخة من المذكرة التي أصدرها وزير الثقافة للاحتفال بنجيب محفوظ، وعندما قرأها لم يجد فيها سوى تفكير انتهازي يتسم به النظام أو وزارة الثقافة تجاه المبدعين، يوضح: «وجدوا أنه رجل حقق إنجازا عالميا كبيرا عندما فاز بجائزة نوبل، فأرادت الوزارة أن تستغله، فأصدر الوزير بطريقة بيروقراطية جدا وثيقة تدعو للضحك عند قراءتها، وكأنها وثيقة احتفال بحفر قناة السويس، فيأمر فيها الجهات المعنية باتخاذ اللازم، بأن تنتج السينما أفلاما وكذلك المسرح والتليفزيون، وأن تصدر دور النشر كتبا، بدون حتى التفكير إن كان من حقهم فعل ذلك أم لا، وبدون مشاورة نجيب محفوظ نفسه، فكانت من ضمن الأوامر أو الفقرات أنه على هيئة الكتاب إعادة نشر أعماله، وكأن هذه الأعمال ليست لها حقوق أو مباعة لدور نشر أخرى، وفي النهاية لم يسفر هذا القرار البيروقراطي السخيف عن بأي نتيجة حقيقية إلا الاحتفال الكبير الذي أقاموه وحضره رئيس الجمهورية».

ضمن مقالات كتابه، يضع جبير واحدا بعنوان «كيف كان يجور على رواياته من أجل السينما»، ولكنه رغم ذلك وجد أن نجيب محفوظ رجل ذكي وواقعي جدا، فيقول: «لقد أدرك من خلال تجربته الشخصية ككاتب أنه يكتب في مجتمع لا يقرأ، ففكر كيف يمكنه تحقيق الشهرة الكبيرة التي تدفع أكبر عدد ممكن من الناس لشراء كتبه، فوجهه عقله بأن يدخل بها لمجال السينما، لأنه في النهاية مجال واسع وترتاده فئات كثيرة، إلى جانب أنه كتب للسينما سيناريوهات كثيرة، بعضها عن رواياته وبعضها لروايات أخرى، وبالتالي هو يفهم أن هناك فرقا بين الرواية والسيناريو، ولذلك لم يكن يهتم بفكرة التزام كاتب السيناريو بحرفية الأحداث والشخصيات في أعماله، فكان يكفيه أن تتحول الرواية لفيلم سينمائي، لأن ذلك سيخدمه كروائي، حتى ولو جار على الرواية، فكل منهما فن منفصل، وهو تنتهي مسئوليته مع كتابة الرواية، وما بعد ذلك مسئولية السيناريست والمخرج».

ثم استطرد جبير: «كما أنه من الناحية المادية لم يكن يهتم بالحصول على مقابل كبير لتحويل أعماله إلى السينما، فكان يوافق على مبالغ أنا نفسي لا يمكن أن أقبل بها، وقد نجح في ذلك أكثر من أي شخص آخر، فأغلب أعماله تحولت إلى السينما لأنه كان يجعل الأمر يسيرا على السينمائيين والمنتجين، وبالتالي كان أكثر ذكاء منا في هذا المجال».

وصف عبده جبير علاقته بمحفوظ بأنها علاقة إنسانية جميلة، وأضاف: «لقد وثق بي لدرجة كبيرة جدا، وكنت أول صحفي عربي يدخل بيته بعدما فاز بجائزة نوبل، فاستقبلني بالأحضان وقال (قهوة ريش فازت بنوبل)، باعتبار أننا زملاء قهوة ريش، فذهبت حينها لأجلب الشربات، وأحضرت بعض الصحفيين الشباب، ورحنا نساعد زوجته في توزيع المشروبات على الناس وغسل الأطباق، وكنت أرد على هاتفه أحيانا عندما يكون مشغولا باعتباري جزءا من البيت، فكانت تلك علاقة ود كبيرة جدا».

لم يتعلم جبير من محفوظ في الأدب بقدر ما تعلمه في مجال سلوك الكاتب في العالم الثالث، بأن يعرف كيف يحافظ الشخص على موهبته ويجلس يوميا لكي يكتب، وكيف يكون هدفه الأساسي هو عمله، فيقول: «أعجبت بأعمال كثيرة له ولم تعجبني أخرى، ولكني تعلمت منه في السلوكيات أكثر من تعلمي في كتابة الرواية، ربما لأنني أنتمي لمدرسة أخرى في الكتابة، فتعلمت من الأمريكي ويليام فوكنر، همنجواي، فرجينيا وولف، ودوس باسوس؛ أكثر مما تعلمته منه في الحرفة، ولم يمنعني هذا من أن أحب له الكثير من الأعمال، فهو منحني أنا وجيلي كله انطباعا بأننا مستندون إلى مكتبة هو صنعها، ولم تعد الرواية شيئا دخيلا على الأدب العربي، فجيل الرواد الذي ينتمي له نجيب محفوظ لم يكن وراءهم عدد كبير من الكتاب تؤكد إن الرواية ثبتت في الأدب العربي وأصبحت جزءا منه، فإيمانه العميق بفن الرواية جعلنا كجيل بالكامل نؤمن به، وحفزنا إلى أن نستمر فيه».

يعدد عبده جبير سمات نجيب محفوظ كما لاحظها، فيراه شخصا قويا جدا على عكس ما يبدو عليه، صارما في حياته وحتى في بيته، يعطي الأولوية للكتابة ونظام الحياة الذي يأهله ويمكنه من العمل يوميا، خاصة أنه اضطر للعمل طوال حياته كموظف في جهات مختلفة كوزارة الأوقاف ومؤسسة السينما والأهرام، فكان لابد أن ينظم وقته ليصنع الإنجازات الكبيرة التي حققها، ويضيف: «هو شخص مهذب وذكي جدا، كان قادرا على أن يشارك في بعض المواقف من بعيد، فخلال عمره لم يخرج في مظاهرات معنا، أذكر أنه عندما قُتل الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني والمجموعة التي معه، أتى يوسف إدريس ودعانا للخروج بمظاهرة وتحدث إلى نجيب محفوظ الذي وافق وأخبره أنه سيأتي، ولكنه لم يفعل، في حين أنه عندما أصدر توفيق الحكيم بيان عام 1972 يطلب من النظام العفو عن قيادات الطلبة في السجون، وقع نجيب محفوظ عليه ولم يجبن، فهو لم يكن يتقدم الصفوف أثناء المعارك الأدبية والثقافية والسياسية التي خضناها ابتداء من السبعينيات، لكنه كان يشارك بالتعاطف والموافقة وأحيانا بالتوقيع على البيانات، هو ليس رجل فعل في الشارع، حيث يؤمن بأن الكاتب لا يفترض به أن يشارك بشدة في الحياة السياسية من خلال المظاهرات والأحداث، ولكن يمكنه التعبير عن رأيه السياسي في كتبه بالقلم، تلك وجهة نظر تحترم وقد وفرت عليه كثيرا من الأمور، منها أنه لم يتعرض للاعتقال مثل يوسف إدريس».

رغم كل تلك المشاعر التي حملها جبير نحو محفوظ، إلا أن تقييمه له أدبيا جاء مختلفا، فيقول: «نجيب محفوظ كاتب مهم وليس عظيما، ليس في حجم ويليام فوكنر أو تالستوي أو تشيكوف، يظل رجلا متوسطا، فنحن للأسف ليس لدينا حتى الآن كاتب كبير بحجم الكتاب الذين ذكرتهم، فليس لدينا من هو بحجم ماركيز أو تالستوي أو غيرهما، وربما يكون هذا هو التطور الطبيعي، لأن تراثنا في الرواية قليل، قد يظهر الكاتب العظيم الذي يمكن أن يصنع نقلة في فن الرواية بالعالم فيما بعد، بعد جيل أو اثنين، فنحن لم تتكون لدينا تراكمات في هذا الأمر بعد».

وعن محفوظ وعالمه، يؤكد أن ما ينقصه حتى الآن هو أن يُصدر كتابا نقديا محترما عنه، فلا يوجد في ذلك سوى جزء صغير كتبه الناقد الكبير إبراهيم فتحي بعنوان «العالم الروائي في عالم نجيب محفوظ»، قام خلاله بعمل تحليل عميق جدا للمرحلة الأولى من رواياته ثم توقف، فيما عدا ذلك؛ كل ما نشر عن محفوظ من دراسات هي مقالات مكتوبة للصحف أو المجلات الثقافية، ثم جمعت في كتاب، فيختتم جبير: «لم يقم ناقد كبير حتى الآن بتحليل كتابات محفوظ جيدا في عمل نقدي به مجهود يساوي المجهود الذي بذله نجيب محفوظ، فالناقد لابد أن يكون موهوبا وثقافته عالية في كل المجالات، ولابد أن يتفرغ فترة طويلة للعمل، وقد تكون تلك المشكلة، لأن فكرة تفرغ النقاد ليست موجودة لدينا، فنحن لدينا نقد صحفي وليس نقدا بالمعنى العريض».

Comments