بعد تكريمه من الرئيس الصيني.. د.محسن فرجاني: تواضع الأداء المؤسسي من أهم معوقات الترجمة

د.محسن سيد فرجاني، أستاذ اللغة الصينية في كلية الألسن بجامعة عين شمس، واحد من أهم مترجمي أعمال التراث والفكر الصيني في مصر والعالم العربي، فهو صاحب رصيد كبير وجهد متفرد في الترجمة، ولكن ذلك لم يشفع له أكاديميا، بل خصم الكثير من مسيرته، وربما لاحظ الصينيون ذلك فحاولوا تعويضه والتعبير له عن امتنانهم.

هو ابن الدفعة الأولى لقسم اللغة الصينية بكلية الألسن بعد عودة القسم، حيث أنشئ عام 1964 ثم أغلق بسبب الثورة الصينية التي منعت سفر الصينيين، ولذلك لم يكن ممكنا لخبراء اللغة أن يسافروا خارجها في ذلك الوقت، وبعد انتهاء الثورة عام 1977 عاد القسم للعمل مرة أخرى، وعلى الفور تقدم فرجاني بأوراقه والتحق به، حيث بُهر بالصين منذ الصف الأول الإعدادي عندما قرأ لصحفي أمريكي يكتب عنها، وفي الصف الثاني الثانوي قرأ مذكرات آخر إمبراطور صيني، وهو ما دفعه دفعا لدراسة الصينية.

في الزيارة الأخيرة لرئيس الصين لمصر؛ كرّم 10 شخصيات مؤثرة في العلاقات الصينية العربية، وكان من بينهم د.فرجاني؛ حيث رشحته جمعية الصداقة الصينية العربية، وهو ليس التكريم الأول له من جانبهم، فقد حصل من قبل على جائزة «الإسهام المتميز في الكتاب الصيني»، ورغم سعادته بتقديرهم؛ إلا أنه حزن كثيرا وشعر بالحرج من أن يقف وحده أمام الرئيس الصيني، وتمنى لو أن بجانبه ممثلين عن أكاديمية عربية ذات طابع قومي، لأن علاقة الصين بالعالم العربية كما يؤكد لا يمثلها فرد.

عن التكريم وعلاقة المنطقة العربية بالصين والعالم الثقافي الصيني الذي يأتي احتفالا بمرور 60 عاما على بداية العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، دار حوارنا مع د.محسن فرجاني.

لماذا تضاربت مشاعرك بين الفرح والحزن بعد تكريمك؟

رغم فرحي الشخصي ولكني شعرت بالضيق أن التكريم فردي، فأنا أخجل أن يطرح اسمي هكذا وحده، ولأنني أعلم تماما احتفاء الصين بالكيانات الجمعية، فهي لا تقيم شأنا كثيرا لفرد، ولذلك أعلم أن ذلك التكريم لم يكن لشخصي كمترجم مصري بقدر ما هو احتفاء صيني بمبادرة تاريخية في ترجمة التراث، تبدو فردية ولكنها في إطار نشاط أكاديمي، ولمدرسة عربية وليدة في تأسيس رؤى عربية حديثة للفكر الصيني، تريد الصين أن تقترب منها وتحتفي بها، لأنه إذا كان الغرب احتاج لمائة وخمسين عاما على الأقل لترجمة كتاب واحد من كتب الأسس، فخلال عشرين عاما؛ عن طريق جابر عصفور وجمال الغيطاني ومحسن فرجاني، تم ترجمة ما احتاجت الأكاديمية الغربية أن تقدمه فيما يزيد على 170 عاما، خاصة أن الجهود الغربية عبر طريقها التبشيري ومعاهدها الأكاديمية في أحيان كثيرة جدا كانت تتجنى على الصين، وكانت في أفضل الأحوال تضع قراءات تحتوي على أخطاء فادحة في حق الثقافة الصينية، وبالتالي كانت تعطي معلومات بعيدة عن الصدق في محتواها عن الفلسفة الصينية.

هذا ليس التكريم الأول لك من الجانب الصيني..هل تجد في مصر تقديرا مماثلا؟

الهدف من أي تكريم هو التعبير عن الامتنان والشكر دفعا للجهود وحثا للخطى، وأنا أجد ذلك هنا في مصر بدون شكل احتفالي، حيث أجد من حولي دائما كوكبة من الزملاء والمفكرين والمثقفين الذين يشكلون دعما لجهودي، بدءا من الأستاذ جمال الغيطاني رحمه الله الذي يمكن القول بأنه صاحب الفضل الأول في تأسيسي لمشروع ترجمة التراث الصيني القديم، وقد أخبرته بذلك كثيرا، حيث كنت أجلس معه في بداية كل ترجمة وأخبره باسم الكتاب وما أفعله، ونتفق على الخطة التي سنعمل بها، وأحيانا كان يطرح على مبادرات، فهو من نصحني بترجمة كتاب الطاو، كما كان يتيح لي النشر في أخبار الأدب.

وكذلك د.جابر عصفور؛ الذي كان له الفضل الكبير في نشر أعمالي المترجمة عبر المشروع القومي للترجمة أولا ثم المركز، وكان لديه استعداد لنشر كل ما يترجم، وأيضا د.عبد الغفار مكاوي، الذي شجعني كثيرا بعدما ترجمت الطاو، فهذا الجيل من المفكرين والأساتذة والمبدعين كان يشكل بالنسبة لي الحافز الأقوى من الصورة الاحتفالية لأي جائزة.

ما الخطوة التالية في إطار عملك الترجمي؟

بعد الجائزة مباشرة اتصل بي باحثون في جامعة الدراسات الأكاديمية بالصين لكي نقوم بمشروع ترجمة مشتركة لكتاب الشعر الصيني القديم، وهو كتاب تراثي يعد أقدم ديوان للقصائد الصينية القديمة، قام كونفشيوس بتحقيقه بنفسه منذ ثلاثة آلاف عام، وكما أخبروني؛ فإن هذه الترجمة تاريخية، لأنها تتم لأول مرة على مدار 1300 عام من العلاقة بين العرب والصين، بالإضافة إلى كتابين آخرين لم نتفق عليهما بعد، ولكنني كنت أتمنى ألا يكون هذا الجهد فرديا.

ما الشكل الذي تريد أن تتبلور خلاله تلك المبادرات؟

أتمنى أن يكون في العالم العربي معهد أو مدرسة بحثية متخصصة في الدراسات الصينية، ولذلك أدعو إلى أن تتبني جهة إقليمية أو قومية هذا الجهد، فلا أريد له أن ينحصر في إطار فردي، ولا أن يتم احتواؤه داخل الجهود الثقافية الصينية مع العالم العربي، فعلى المستوى الفردي يشرفني أن أتعامل مع زملاء صينيين، ولكنني لا أريد أن يقال جهود العالم العربي التاريخية تتم وفق رؤى صينية خاصة، خاصة أنني على علم بأن الصين لها تطبيقات خاصة في الترجمة وتراعي نظرية صينية فيها، فأريد أن تتم الترجمة وفق رؤى عربية.

وأنا على استعداد لوضع نفسي وكل خبراتي وما أعرفه تحت خدمة هذه المدرسة، وأقترح أن يتولى رئاستها أحد الأساتذة المتخصصين في فرع الفلسفة الشرقية أو الفلسفة بشكل عام، فأنا مدرس وإمكانياتي العلمية لا تمكنني من رئاستها ولا يحق لي، لكن بوجه الصداقة بين مصر والصين أدعو أن تتشكل جمعية لها طابع أكاديمي يتولى رئاستها من ترشحه الجامعة ممن لهم ثقل ومكانة مرقومة، وليكن الدكتور جابر عصفور مثلا إلى أن يخرج من نتاجها جيل متخصص.

هذا يعني أنك تترجم وفقا لرؤى صينية. هل يؤثر ذلك على حيادك؟

لا أشعر بأزمة كبرى في مسألة الحياد، لأني من البداية أترجم كتبا تراثية بالتعاون مع الجانب الصيني، ولكنهم لديهم رؤي جمالية وفنية في النص، على المستوى الفردي أحترمها وأعمل بها وأتقبلها، لأنني تربيت على يد أساتذة صينيين وتعلمت الترجمة منهم، ولكني أرى أن هامة الأكاديمية العربية أعلى من أن تنضوي تحت أي جناح، وأنها لابد أن يكون لها استقلالها الفكري وملامح شخصيتها، فالكيان العربي مؤثر وقوي وله جلاله واحترامه، وليس أقل من أن تكون له أكاديمية وفق رؤاه المستقلة تكون محصلة

لتجربته التاريخية وجهوده، وأتمنى أن تحتضن جامعة الدول العربية ذلك، لأنها الأولى التي بادرت في اجتماعها في سبتمبر 1998 إلى حث الدول العربية لتنشيط علاقتها الثقافية بالصين، ومن هنا انطلق جهدي، حيث كنت واحدا ممن استمعوا لتلك الدعوة.

وما قيمة ترجماتك في إرساء أكاديميات للثقافة الصينية؟

قيمتها أنه في الغرب لم تتأسس أكاديمية صينية إلا بناء على ترجمة الكتب الصينية القديمة، وفي كل مشروع غربي لإنشاء مدارس دراسات صينية كانت تكمن ترجمة التراث القديم كفكرة أولى، ولكن تلك الكتب لم تتوافر لها ترجمة كاملة إلا في العصر الحديث والقرن العشرين، وظلت عملية تنقيحها تتوالى عبر جهود أكاديمية، لأنها تمت في بادئ الأمر على يد تبشيريين لم يعرفوا اللغة، لكن هذا لا ينفي أن الغرب أسهم بشكل رائع في معرفة العالم بالتراث الصيني القديم، بالفكر والفلسفة أيضا، وكل ما يمت للصين بصلة، فقد أسهمت البعثات التبشيرية الغربية أثناء القرن السادس عشر في خلق جسر قوي بين الصين والعالم الخارجي، واستمر تأثيرها حتى القرن العشرين، فطريق الحرير رغم أنه مسمى يحتفظ بقيمة اقتصادية وملمح تجاري، لكنه كان ينضوي على علاقات ثقافية.

كيف يمكن لمصر أن تستفيد من مترجمات اللغة الصينية؟

هناك أكثر من مدخل، أولها الاستفادة من تجربة الصين في الترجمة، فهي لها تاريخ جيد ورؤية مختلفة في شكلها واتجاهها ومضمونها عن التجربة الغربية، لأنهم كانوا ينظرون للترجمة على أنها مشروع للتحديث، وهذا فارق بين الترجمة كمشروع للتحديث في دول أشباه المستعمرات القديمة أو دول العالم الثالث وفي الدول التي كانت بصدد نهضة قومية، وبين الترجمة في سياقها الأوروبي الذي تضمن مشروعا بحثيا أكاديميا الهدف منه توفير مواد تعليمية وإحصائية عن أحوال العالم فيما هو خارج القارة الأوروبية، بينما الصين كان مشروعها للتحديث، وهو ما يتلاقى معنا؛ فالترجمة إلى جانب جهود أخرى ساعدت في نقلة الصين، وأظن أن مصر يمكن أن تستفيد من قراءة جهود الترجمة.

ولكن الاستفادة تحتاج إلى رؤى نقدية في الترجمة، ونحن - للأسف - ليس لدينا في الثقافة العربية كثير من تلك الكتابات النقدية التي تتناول منتج الترجمة، وإنما مراجعات لغوية للنصوص فقط، بغض النظر عن قيمتها وماذا أضافت للروافد العربية وغيره، ولكن لا داعي لأن نتعجل المراجعة النقدية، فنحن في حاجة إلى أن نضخ في أرفف المكتبات بمزيد من الكتب، لأننا لم نصل بعد إلى القدر المعقول في الترجمة ولا حتى في معيار الكم.

في رأيك؛ ما المشكلات التي تعوق حركة الترجمة في مصر؟

عدة أسباب؛ على رأسها عدم توافر مترجمين مؤهلين، فنحن نفترض بأن خريجي الجامعات يصلحون للعمل في الترجمة، هذا صحيح ولكن كبداية، حيث نحتاج أيضا لوعي خاص وتأهيل في كل مجالات الترجمة، بالإضافة إلى التمويل، وهذه أزمة عالمية لا ننفرد بها وحدنا، ويعد أخطر الأسباب هو تواضع الأداء المؤسسي في الترجمة، حيث تتعامل معظم المؤسسات الترجمية مع الترجمة كدور للنشر.

وماذا عن الصعوبات التي تقف أمام ترجمة التراث الصيني؟

علي رأس الأسباب التي تبعد المترجمين عن لغة التراث صعوبتها واختلافها كليا عن اللغة الصينية الحديثة، ولذلك أنا أرفض فكرة المترجم، لأنني بمطالعة نصوص قديمة أتحول إلى باحث أثري، فهيوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون كنا نستطيع أن نقول عليه مترجم أيضا، لكن قراءته لنص بردية قديمة جعل منه مكتشفا أثريا، لذلك أطلب لنفسي هذا الحق لأنني أترجم من اللغة الكلاسيكية التي يصعب فهمها عند كثير من الصينيين، وأنا أجتهد دائما لإجادتها.

كيف تخصصت في الصينية القديمة رغم أنها ليست جزءا من مناهج اللغة الصينية في كلية الألسن؟

لقد درستها وأنا في الفرقة الثالثة بالجامعة، عن طريق صديق صيني جاء ليدرس في كلية الآداب جامعة عين شمس، تعرفت عليه وكان دارسا للغة العربية الفصحى، كان يكبرني في السن كثيرا ولكنه أصبح صديقا حميما لي، وهو أحد تلاميذ الشيخ محمد مكين؛ الذي درس اللغة العربية في الأزهر وحصل على الشهادة العالمية، ثم عاد إلى الصين ليفتتح أقسام لغة عربية وقام بترجمة النسخة المعتمدة من القرآن الكريم، لذلك أعد نفسي تلميذا للمدرسة الصينية في الترجمة، لأن تلميذ مكين كان أستاذي، ولولاه ما كنت عرفت تلك اللغة ولا استطعت تلبية دعوة الغيطاني لترجمة التراث، ونحن الآن في حاجة إلى أن نبادر بإعداد أجيال في تلك اللغة ولو حتى بإقامة ورش للترجمة.

أيعني ذلك أنك لا تهتم بالكتابات الصينية الحديثة؟

أنا أركز بشكل كبير على الكلاسيكيات، ولكنني أخصص جزءا من الوقت لغيرها، وتلك كانت نصيحة الغيطاني التي مازلت أعمل بها، بأن أواكب وأقدم للساحة العربية القديم والحديث أيضا، لأن هناك وحدة روحية بينهما، فالصين لم تنفصل عن تراثها أبدا، والخط الفكري واحد، عكس ما نحن فيه بمصر، حيث فقدنا الصلة في مصرنا الحديثة عن مصر القديمة، بينما الصين موصولة.

ولكن ذلك التخصص جاء تأثيره سلبيا على مسيرتك الأكاديمية. أليس كذلك؟

للأسف نعم؛ فقسمنا العلمي للغة الصينية في مصر لا يدرس اللغة الصينية القديمة، لذلك عندما سافرت أثناء البعثة إلى الصين لمدة عاما منذ 1997 إلى 1998 لم أكتب بحثا علميا بشأن تخصصي، وعندما انتهت السنة الدراسية لم تجد الجامعة شيئا تعطيني إياه، وأنا أعتذر في هذا لإدارة البعثات في وزارة التعليم المصري لأنه كان يحق لهم مطالبتي بذلك، فقد قضيت العام في ترجمة كتاب كونفشيوس وبعض ما يتعلق بتراث الصين القديم، وابتعدت تماما عن الهدف المرسل من أجله، ولكني لم أندم إطلاقا، فمازلت حتى الآن أواصل جهدي، لأنني أردت الصدق مع الذات، فإذا كنت أرغب بشدة في هذا التخصص وليس لدينا في البنود الأكاديمية ما يسمح بأن أقدم بحثا في هذا الإطار لأن الجامعة ليس بها تخصص الصينية القديمة، فلماذا أرهق الجامعة وأرهق نفسي؟.

هل صحيح أنك تعلمت الموسيقى في الصين تحقيقا لوصية كونفوشيوس؟

نعم؛ فعندما ذهبت في بعثتي الثانية عام 1996 إلى جامعة الشعب الصينية، قابلت أحد المتخصصين في الفلسفة الصينية القديمة، فسألني عن الموسيقى الصينية ومعلوماتي ولكني لم أكن أعرف شيئا عن ذلك، فأخبرني أن الفلسفة الكونفشية قائمة على كل ما له علاقة بالقواعد والأسس التي تكمن فيها بشكل عام فلسفة أي نظام راسخ كالرياضة والموسيقى، وبالفعل درست الكمان لمدة عام وأتقنت العزف عليها ولكني عندما عدت لمصر انغمست في الترجمة وابتعدت عن ذلك.

هل هناك اهتمام في المقابل بالترجمة من العربية إلى الصينية؟

بالطبع، فالصين تعطي إشارات للعالم العربي أتمنى أن يتم تفسيرها على نحو جيد، وقد مرت اللغة العربية فيها بثلاث مراحل كبيرة، الأولى بعدما تراجع الأداء باللغة العربية عند الجاليات الأولى التي سافرت إلى الصين من تجار ورحالة وبقوا هناك وارتبطوا بالبلد وأنجبوا فيها، وعندما ضعفت الصلة بين أحفادهم باللغة العربية أصبحت هناك ضرورة للترجمة فنشأت تلك الجهود في عصور مبكرة جدا، أما في العصر الوسيط - وتحديدا القرنين السابع عشر والثامن عشر -، ظهر جيل من الدارسين للثقافة الإسلامية يريدون أن يتصلوا بالعالم الإسلامي ليترجموا، فظهرت الوفود للأزهر الشريف في فترة مبكرة، التي جاءت لتنهل من منابع الدين واللغة وتترجمها إلى الصين، بينما الموجة الثالثة جاءت في العصر الحديث، بدءا من عشرينيات القرن الماضي مع الحركة الثقافية الجديدة، التي بدأت الصين فيها تتعرف على العالم العربي من خلال لغات وسيطة كاليابانية أولا ثم الإنجليزية فالفرنسية فالألمانية ومؤخرا جدا اللغة العربية، حينما أرسلت بعثاتها وكان أبرزهم محمد مكين، نظرا لتنوع عطائه في التراث الإسلامي والكتب الأدبية والفكرية، أما نحن - وفي مصر تحديدا - مع تأسيس قسم اللغة الصينية عام 1977 نكاد نكون في الموجة الأولى.

هل تجد تشابها بين الحضارتين المصرية والصينية؟

ربما هنا أستعير مصطلحا قاله الأستاذ حسين إسماعيل نائب رئيس تحرير النسخة العربية من الصين اليوم، بأن هناك تناظرا بين الصين ومصر، لأن الثقافات القديمة والمسيرة الحضارية لهذه الكتل الثقافية القديمة بينها عناصر متناظرة، فنجد بين المجتمعات النهرية نقاطا مشتركة مثل مجتمع الفلاحين والريف، المتواجد بقوة في الصين، فهناك مدرسة فلسفية ريفية هناك، ومازالت الصين مجتمعا زراعيا يحتل فيه الاقتصاد الزراعي الإحصاء الرسمي الأقوى، فرغم أن الصين هي مصنع العالم ولكن الاقتصاد الزراعي هو الأقوى حتى هذه اللحظة.

ما رؤيتك حول العام الثقافي الصيني؟

أنا أشكر الجهات المسئولة ودوائر العمل الثقافي في مصر، أنها اختارت هذا العام عاما ثقافيا للصين، لأن لذلك مغزى كبيرا، بأن يتم تناول العلاقة السياسية أو الحدث السياسي وإعادة بلورته في صياغة ثقافية تعطيه أركانا داعمة له على المدى البعيد، حتى لا تبدو العلاقة وكأنها استثمار وقتي وعاجل وعملي ملح تنتهي عندما تنفض أغراضه، فالعلاقة التي تتأسس بين دولتين على أساس ثقافة قديمة هو ما يضمن لها الاستمرارية، لأن هذين الشعبين لهما مقومات ثقافية قديمة ومتشابهة، وليس العامل الاقتصادي أو المصالح.

Comments