زين العابدين فؤاد: وجودي في الشارع مع الناس لا يقل أهمية عن الكتابة

«دأب على كتابة القصائد المناهضة لنظام الحكم». ذلك هو الاتهام شبه الدائم الذي اعتاد الشاعر زين العابدين فؤاد أن يُعتقَل بسببه، ورغم أن ذلك تكرر كثيرا، إلا أن المرة الأخيرة عام 1979 كانت الأقسى بالنسبة له، حينما قُبض عليه في ليلة سفر السادات لتوقيع مبادرة السلام في كامب ديفيد، وهي الليلة نفسها التي سافرت فيها زوجته الأولي الكاتبة الفلسطينية باسمة حلاوة إلى أمريكا لإجراء عملية في القلب، وبعد أيام أخبروه بوفاتها وهو داخل محبسه يوم 30 مارس 1979، فكان ذلك تاريخا فاصلا في حياته.

ولد زين العابدين في شبرا عام 1942، بعد وفاة والدته بثلاث سنوات تزوج والده مرة أخرى فانتقل إلى إمبابة والتحق بمدرستها «الابتدائي الثانوي»، وحينما توفى أبوه وهو في العاشرة من عمره انتقل للعيش مع عمه لمدة عامين، ثم عاد ليعيش مع إخوته مرة أخرى في شبرا وعاش بها فترة طويلة، ويصف طفولته قائلا: «قضيت طفولة بائسة تماما، لذلك لا أحبذ الحديث عنها كثيرا، لكني لن أنسى أبدا ما فعله إخوتي معي عندما علّموني القراءة والكتابة وعمري 3 سنوات، فذهبت إلى المدرسة وأنا اقرأ الجريدة وأتصفح الكتب، ومن هنا اكتشفت الشعر وقرأته، وخلق لي عالما آخر أعيش فيه، فلو لم يحدث ذلك إلى جانب الظروف التي عشت فيها لأصبحت الآن واحدا من أفراد عصابة».

قرأ الشعر وحفظ أحمد شوقي وعمره لا يزال 10 سنوات، وفي سن 12 عاما اكتشف أشياء أخرى إلى جانب شوقي؛ كشعراء المهجر وإيليا أبو ماضي وغيرهم، وبعدها بعام اكتشف على محمود طه وإبراهيم ناجي، وتأثر بالشكل الذي يكتبون به، حيث كان يسير من بيته في شبرا إلى دار الكتب في باب الخلق، لكي ينسخ ما يعجبه من أشعار في كراسته، ثم بدأ في كتابة شعر الفصحي صغيرا جدا، ونشرت أولى قصائده عام 1954: «كتبت قصيدة ووضعتها في جواب وعليها اسمي فقط، فنشرت، حيث كنت أراسل أكثر من مجلة؛ كـ«التحرير» التي ظهرت في أواخر عام 1952، ثم «الثقافة الجديدة» (إصدار 1954) التي كانت تصدر أسبوعيا».

توقف

عن الكتابة لثلاث سنوات؛ من سن 17 إلى 20 عاما، لكنه يعد تلك السنوات هي الأهم في حياته، حيث تغير تفكيره ووعيه بدرجة كبيرة، ومثلت هذه الفترة بالنسبة له؛ بناء ثقافيا حقيقيا: «قررت أن أتوقف، وقرأت تاريخ مصر والروايات، كما تعرفت على الفن التشكيلي، والمتحف المصري، لأنني وجدت أن الأفضل لي أن أبني نفسي جيدا أولا، ثم أفعل ما أريد».

في سن العشرين عاد لكتابة الشعر؛ لكن هذه المرة لم يكن فصحى، بل شعر عامية، والسبب كما يوضح: «اكتشفت جماليات التعبير العامي، وهي تختلف تماما عن الزجل، حيث توجد في كل جملة صورة شعرية راقية، إلى جانب أنني قرأت مقدمة ديوان بالعامية للناقد د.لويس عوض اسمه «أرض الجحيم»، والتي عنونها بـ«من شعر الخاصة»، فكانت تلك المقدمة فتحاً في التفكير، وكيفية اكتشاف جماليات شعر العامية، حيث أكد أن جملة مثل «ورمش عين الجميل يفرش على فدان» أفضل مما كُتب منذ الفتح الإسلامي لمصر وحتى قبل شوقي مباشرة».

ظل ديوانه الأول «وش مصر» 7 سنوات في الرقابة، حيث كان يُفترض أن يصدر عام 1964، رغم أن جميع قصائده كانت منشورة بالصحف، في الوقت الذي لا تخلو فيه جريدة من وجود رقيب يقرأ كل كلمة ويوقع على كل ما يذهب للمطبعة، في عام 1971 صدر الديوان، وظل منذ ذلك الحين حتى عام 2012 يطبع دواوينه إما بدور نشر خاصة أو بالخارج أو تتم مصادرتها، وبعدما أتم السبعين من عمره كانت المرة الأولى التي تطلب منه جهة حكومية طباعة أحد دواوينه، وهي هيئة الكتاب: «ديوان (مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر) الموجود في الهيئة، نشرته من قبل بعنوان (الحلم في السجن)، ولكنه لم يدخل مصر أبدا، فقد كتبته كله في السجون المختلفة، وتم تهريبه من سجن أبو زعبل لبيروت وعاد لي ديوان، وحتى الآن أحتفظ بنسختي التي تحمل ختم السجن».

قبل النعاس في حضن أهالينا

بعتوا الرصاص يكتب أسامينا

عرف فؤاد أول شهيد في حياته عام 1956، وهو أخوه «محمد فؤاد» الذي كان يعمل في السكة الحديد بمنطقة القناة وقُتل على يد قوات المظلات الإنجليزية، لكن قبل ذلك بسنوات كانت المرة الأولى التي يسمع فيها عن شهيد هو عبد الحكم الجراحي، عندما سار في مظاهرة عام 1948 مع إخوته وهو في سن السادسة، ووجدهم يهتفون «رفعت العلم يا عبد الحكم»، فبدأ هذا الرجل يعيش في عقله، إلى أن أعاده للحياة مرة أخرى عندما كتب عنه عام 1967 بعد الهزيمة: «أخرجته من التاريخ وتوجهت له، فالرجل في ظرف صعب جدا هددوه بأنه لو تحرك خطوة سيطلقون عليه النار، فسار 13 خطوة ب13 طلقة، ومن هنا بدأت أعرف عنه أكثر».

أراد زين العابدين أن يدرس دراسة علمية، لأن الدراسات الإنسانية في رأيه يتم تزييفها، لذلك التحق بكلية الهندسة، ولم يكن الوحيد؛ فيسري الجندي كان في هندسة الطيران ثم انتقل لآداب فلسفة، والشاعر سيد حجاب كان في هندسة التعدين وتركها، يقول: «كنت أدرس الهندسة المدنية، لكني من البداية كنت أعلم أنني لن أعمل في الهندسة، ثم مع ظروف الاعتقالات وتغيبي لفترة طويلة عن الامتحانات؛ قررت التحويل، ففي فبراير 1968 كنت طالبا بكلية الهندسة، وفي نوفمبر من نفس العام أصبحت طالبا بكلية الآداب قسم الفلسفة».

يتجمعوا العشاق ف سجن القلعة

يتجمعوا العشاق ف باب الخلق

والشمس غنوة من الزنازن طالعة

ومصر غنوة مفرعة من الحلق

عرف فؤاد؛ الشيخ إمام، في أوائل الستينيات، قبل أن يكمل العشرين من عمره، حيث كان عاشقا لسيد درويش ويبحث عنه دائما، فأخبره أحد أصدقائه بأن هناك شيخا اسمه إمام عيسى، حافظا لجميع أعمال سيد درويش ويغنيها بشكل عظيم، فذهب وتعرف عليه، ومن هنا بدأت العلاقة ولم تنقطع إلى آخر يوم في حياة الشيخ، أما الفاجومي: «عرفت أحمد فؤاد نجم عام 1963، قبل أن يتعرف على الشيخ إمام، في بيت عبد الرحمن الأبنودي ببولاق الدكرور، وكنت حينها قد قرأت له ديوانين عن كرة القدم، أما نجم والشيخ إمام فقد تقابلا لأول مرة في بيت صديقنا سعد الموجي، ثم بدءا العمل معا».

تلك العلاقة التي جمعت نجم والشيخ إمام تسببت في نسب الكثير من أشعار زين العابدين فؤاد التي غناها الشيخ للفاجومي، ولكن فؤاد يقول: «نجم بريء من أي تقصير، ففي أوائل السبعينيات تهربت من مصر شرائط فيها صوت الشيخ إمام وهو يغني، وتصور الناشر الذي فرغها وأصدر منها أول ديوان أن جميع الأغاني كتبها أحمد فؤاد نجم، فكتب اسمه عليه، وأتذكر أن أكثر من 13 نصاً لم تكن له، لكننا لم نغضب منه لأنه لم يكن له علاقة بالأمر».

يا شمس بتجيلي بتصريح الزيارة

باسمة حلاوة؛ كاتبة قصة فلسطينية من مدينة نابلس تكتب للأطفال، لها مجموعة قصصية واحدة اسمها «لوز أخضر»، تخرجت من الجامعة الأردنية قسم اجتماع وحصلت على منحة لاستكمال الدكتوراه في موسكو، لم تستطع أن تكمل هناك لظروف المناخ فجاءت للقاهرة عام 1976 وسجلت في جامعة عين شمس، وذهبت ذات مرة لسماع الشيخ إمام وتعرفت وأعجبت بقصيدة «الحرب لسة في أول السكة» دون أن تعرف كاتبها، إلى أن قابلت زين العابدين فؤاد وتعرفا وظلا يتقابلان، حتى تزوجا في أغسطس 1976، وكان أحد شهود العقد أحمد فؤاد عزت نجم، يتذكر فؤاد: «كنت على علم أنني سيقبض على بعد الانتخابات البرلمانية مباشرة، وهو ما حدث في يناير 1977، فأصبحت أراها في زيارة كل أسبوعين وزيارة شخصية مرة كل شهر، ثم خرجت من السجن في إبريل 1978، قضينا 3 شهور بشكل جيد، وبعدها مرضت بشدة ودخلت مستشفى الدمرداش».

في هذه الفترة كان فؤاد يدّرس فلسفة في الأزهر، ولم يزد مرتبه عن 25 جنيها، في حين يتطلب المستشفى 50 جنيها يوميا، فبدأ في تدريس اللغة العربية للأجانب، ولأنه كان ممنوعا من السفر لم يتمكن من الذهاب مع باسمة لإجراء العملية، فسافرت معها إحدى تلميذاته اللاتي يعلمهن؛ الأستاذة بالجامعة الأمريكية «إليزابيث تايلور عوني»، وقبل إجراء العملية في 30 مارس 1979، توفيت في تكساس: «فوجئت بعد نقلي من سجن القلعة إلى طرة، بأحد المحامين يزورني، كان صديقي المحامي عبدالله الزغبي، لكنه لم يكن المحامي الخاص به، فتعجبت لكنني رحبت به، ظل ساعة يحكي لي عن الأخبار في الخارج، ثم طلب أحد زملائي وهو صديقي الحميم الصحفي أحمد سيد حسن، وبدأ يتحدث معه، لم أستمع لما يقولون، لكنني رأيت وجه أحمد أزرق تماما، وعندما سألته عن الأمر فأخبرني في جملة واحدة (البقية في حياتك في باسمة) وهرول مسرعا للعنبر، فالمحامي جاء معه الأوراق التي بعث بها المستشفى إلى ليسألوني عن مكان دفنها وكيف سأسدد بقية تكاليف العلاج. بعدها ذهب الجثمان لعمان، وظل لمدة 10 أيام حتى سمحت السلطات الإسرائيلية لها بالعودة إلى نابلس، لذلك يحتفل أهلها بذكراها يوم دفنها لكني احتفل به يوم رحيلها عن العالم».

يا بيوت بتفتح ع العروق والناس.. يا حمامة

ناسيه عشها في متراس

يا حرب يا جايه.. يا مجمعه الحراس

يا حلم حريه.. ماشي ورافع الراس

حتى عمر الأربعين؛ لم يكن زين يملك جواز سفر، حيث كان دائما على قائمة الممنوعين من مغادرة البلاد، فرفع قضية عام 1980 على وزير الداخلية آنذاك نبوي إسماعيل لرفع اسمه من كشوف الممنوعين من السفر ومطالبا بأن يستلم جواز سفر، وكسبها يوم 21 أغسطس عام 1981، وفي اليوم التالي استلم الجواز لأول مرة في حياته، فنزل من المجمع متوجها إلى مكتب مصر للطيران واشترى تذكرة «القاهرة عمان القاهرة»، وغادر في اليوم التالي 23 أغسطس، ومن عمان سافر لبيروت، وكانت تلك الرحلة هي منقذه من الاعتقال الأخير: «قابلت في بيروت الكثير من الأصدقاء، من بينهم ياسر عرفات، الذي اتصل بي فجر 5 سبتمبر يطلب مني الذهاب له لتناول الإفطار، وحينما وصلت لمكتبه وجدت عددا كبيرا من الكتاب الفلسطينيين أصدقائي، فسألني إن كنت غيرت رأيي في السفر للقاهرة فقلت: لا، سأذهب إلى عمان يوم 15 سبتمبر وإلى مصر يوم 28، فأعطاني الطبعة الأولى من الأهرام، لأجد بها قائمة الاعتقالات وأسماء من تم القبض عليهم بالأمس، ومن بينهم اسمي، وفي تلك القائمة تواجد 7 أسماء أعلم أنهم خارج مصر، واحدة منهم د.عواطف عبد الرحمن التي قرأت الأهرام في الطائرة وهي عائدة من برلين للقاهرة، وتم القبض عليها بالمطار».

بعد تلك الاعتقالات؛ طالت إقامة زين العابدين ببيروت، وفي أحد المؤتمرات هناك عام 1981، تقابل للمرة الأولى مع زوجته ورفيقة دربه لما يزيد على ثلاثين عاما «جوسلين تالبوت»، حيث كانت ترأس الوفد الكندي المشارك في المؤتمر، وبعد عامين تقابلا في القاهرة، ثم تزوجا في مايو 1984.

في السفر.. باشيل في جيبي قلم

وجواز سفر، وفلوس

في شنطتي:

باشيل هدوم وورق، باشيل في قلبي صحاب

علشان أشوف بعنيهم، كل الحاجات الجديدة

تنقل فؤاد كثيرا بين بلدان العالم، لكنه لم يبعد يوما عن مصر، ففي اليمن عاش 7 سنوات في الفترة من 1996 إلى 2003، عندما عملت زوجته جوسلين في الأمم المتحدة هناك، لكنه كان يأتي إلى مصر - على الأقل - مرة كل شهرين، ومن 2005 إلى 2009 استقرا في بيروت، لكنه ظل على اتصال دائم بأصدقائه، ولم يغلق رقم هاتفه المحلي أبدا، وعندما كانت تقام فاعلية ويدعوه أحد إليها، يأتي مسرعا في اليوم التالي؛ فالمسافة من بيروت للقاهرة لا تستغرق سوى ساعة فقط.

على مر تاريخه؛ ربطته بالأطفال علاقة طويلة ومتشعبة، كانت بدايتها مع مجلة «كروان»، يقول عنها: «مجلة مصرية عظيمة، صدرت عام 1963، لمدة سنة برئاسة تحرير مأمون عاشور، ثم توقفت، وكان المسئول الفني عنها هو محيي اللباد، بعد ذلك عملت في المسرح كثيرا ضمن تجارب خارج مصر مع الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، وكذلك أطفال اليمن؛ فأنا فخور أنني ساهمت في أن يرى الطفل اليمني مسرح العرائس لأول مرة».

ألّف زين العابدين وهو في اليمن؛ 5 أجزاء من كتاب «الأطفال يرسمون حقوقهم» في الفترة من 1998 إلى 2003، بالإضافة إلى «الحرب والعنف في عيون أطفال اليمن»، ثم كتاب «شيبام في عيون أطفالها»، وبهدف المحافظة على المدينة، أقام ورش للأطفال ليرسموا ضمن أربعة محاور، الأول عما يحبون في المدينة، والثاني عما يريدون محوه من مناظر فيها، والثالث عما يريدون إضافته لها، وجاء المحور الأخير عن الحياة اليومية، يتذكر: «أنا فخور جدا بهذا الكتاب، وقد فوجئت بعد عام من تلك التجربة؛ بفاكس من خبير ألماني في مدينة حلب السورية يطلب مني أن أذهب لتكرارها مع أطفال حلب، ففعلت ذلك».

لا يغيب عن الشارع ومشاركة وتشجيع الشباب أبدا، حتى أن بعض الأصدقاء يرون في ذلك تضييعا لوقته، وينصحونه بأن يستفيد بذلك الوقت في إبداعه، لكن الأمر بالنسبة له مختلف:

«أتصور أن وجودي في الشارع مع الناس وتشجيع المبدعين والأطفال والشباب لا يقل أبدا عن كتاباتي، فأنا سعيد جدا مثلا أنني وقفت مع فرقة «الأولة بلدي» منذ كانوا 3 أو 4 أفراد حتى وصلوا لما هم عليه الآن، وأظن أن كلنا علينا أدوار يجب أن نقوم بها، وأنا لست الوحيد، ففي تجربة الفن ميدان؛ عمل الكثير من الفنانين لفترات طويلة دون أي مقابل».

الفلاحين بيغيروا الكتان بالكاكي

ويغيروا الكاكي بتوب الدم

وبيزرعوك يا قطن ويا السناكي

وبيزرعوك يا قمح سارية علم

يبدو أحيانا في قصائده أنه يحمل موقفا ضد القوات المسلحة أو المجلس العسكري، لكنه ينفي ذلك تماما قائلا:

«لقد قضيت 5 سنوات مقاتلا في الجيش المصري، ولذا ليس لديَّ أي مشكلة معه، ولست ضد الشرطة في المطلق، وإنما لديَّ أزمة مع أي نظام غير ديمقراطي، فأنا ضد مصادرة الحريات، وضد التجاوزات والاعتداء على حريات الناس».

لم تكن الجوائز الرسمية في مصر على وفاق مع زين العابدين فؤاد، لكنه حصل على العديد من التكريمات في أماكن مختلفة في العالم، ودوما ما يؤكد: «يكفيني تكريمي حينما أنزل الشارع بين الناس».

إلا أنه حصل مؤخرا على جائزة الدولة للتفوق في الآداب، وهي تعد الأولى له؛ بعد تلك التي أعادها عام 1969، الخاصة بمؤتمر الكتاب الأول بالزقازيق، والتي فاز بها مناصفة مع نجيب شهاب الدين، وكانت قيمتها 100 جنيه، لكنه فوجئ بشيك قيمته 10 جنيهات أصبحت 9 بعد خصم الضرائب، فأعاده لوزير الثقافة حينها يوسف السباعي وكتب عليه «إذا كانت تلك من أموال الأسرة فلا تبذرها»، ويعلق على ذلك:

«الجائزة معلن عنها بقيمة 100 جنيه، عندما أفوز بها تصبح 9!، فتلك نقود جهة عامة وهو مجرد موظف ليس عليه إلا صرف الشيك فقط».

وعن جائزة التفوق يقول: «الترشح للجائزة كان مفاجأة بالنسبة لي، وقد جاء من أتيليه الإسكندرية للكتاب والفنانين، لذلك اعتبرت أن الترشح في حد ذاته جائزة لأنه من جمعية أهلية تتذوق الإبداع. أما يوم إعلان النتيجة فكان غريبا جدا ولم أتابع - على الإطلاق - التصويت على الجائزة ووصلني الخبر متأخرا، حيث كنت في المساء أتقبل العزاء بجامع عمر مكرم في الصديقة شاهندة مقلد، وكان العديد من الأصدقاء يقولون لي البقية في حياتك.. ثم مبروك الجائزة».

جدير بالذكر؛ أن زين العابدين فؤاد يجهز حاليا كتابا عن بيروت 1982، ينوي تقديمه للهيئة العامة للكتاب ويرجو أن يصدر في معرض الكتاب القادم.

Comments