د.أنور إبراهيم: مستعد لنشر ترجمات الطلبة في سلسلة آفاق عالمية

صدفة جيدة، جمعت الدكتور أنور إبراهيم باللغة الروسية، حينما التحق بكلية الألسن عام 1965، حيث تميزت تلك الفترة بالتعاون بين مصر والاتحاد السوفييتي في مجالات مختلفة، مما ترتب عليه تعاظم الحاجة لمترجمين من اللغة الروسية، ولذلك كانت الكلية تجبر الطلبة الملتحقين بها من الأقسام العلمية على دراستها، ليتمكنوا من التعامل مع الخبراء الروس بعد تخرجهم. لم يغضبه ذلك أبدا، بل أسعده وجود اسمه ضمن دارسيها، لأنه كان معتادًا على قراءة الأعمال المترجمة التي تنشر عبر السلاسل المتنوعة عن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ومن خلالها تعرف على أهم الكُتّاب الروس.

بعد تخرجه، التحق إبراهيم بالعمل في إدارة الترجمة بوزارة الثقافة، وفي تلك الفترة انضم للمركز الثقافي السوفييتي لكي يظل على صلة باللغة، وحالفه التوفيق في الحصول على منحة تدريبية مدتها عامان في الاتحاد السوفييتي للارتفاع بمستوى اللغة، وحينها انتهز الفرصة لاستكمال دراساته العليا.

بعد علاقة ممتدة ووطيدة جمعته باللغة الروسية، تجاوزت اليوم الخمسة عقود بعامين، تدرج معها وظيفيا وحياتيا، تولى د.أنور مؤخرًا رئاسة تحرير سلسلة آفاق عالمية التابعة لهيئة قصور الثقافة. التقينا به لنتعرف على تفاصيل علاقته بتلك اللغة وما يجول بخاطره فيما يخص السلسلة.

متى بدأت الترجمة الحرة من اللغة الروسية؟ بعيدًا عن المهام الوظيفية.

كنت أنشر مقالات في المجلات الثقافية المختلفة مثل إبداع، وفصول، وأدب ونقد، وفي عام عام 1988 بدأت احتراف الترجمة، عندما طلب مني أحد الناشرين ترجمة كتاب «تطور الفكر الاجتماعي العربي (1917 ــ 1945)»، ولحسن الحظ كان موجودًا عندي، حيث كنت مهتمًا أثناء وجودي في الاتحاد السوفييتي بما يُكتَب عن مصر. تلوته بكتاب آخر مع نفس الناشر، وحينها بدأت أشعر حقًا أنه يمكنني حمل لقب «مترجم»، فسجلت شهادة لنفسي بذلك، وشرعت في اختيار ترجماتي منفردًا، بدءًا من كتاب «تاريخ القرصنة في العالم».

ما المعايير التي اعتمدت عليها في اختيار ترجماتك؟

كنت أترجم الكتب التي أشعر بأهميتها للمكتبة العربية، وفي تلك الفترة بدأ المشروع القومي للترجمة بإشراف د.جابر عصفور، فنشرت حينها كتاب «الامبراطورية العثمانية وعلاقاتها الخارجية»، وتعلمت كيفية فرز الكتب الهامة لمصر، وفي أحد المؤتمرات بالخارج، كنت عضوًا بالوفد المصري، فأهديت نسخة لأكمل الدين إحسان أوغلو، بعدها فوجئت به يطلب مقابلتي ليخبرني بمدي أهمية الكتاب بالنسبة لهم وعزمهم على ترجمته للغة التركية، فازدادت ثقتي في قيمة اختياراتي. تبع ذلك ترجمتي لكتاب «الاستراتيجية الأمريكية للقرن الحادي والعشرين» وعدد من الكتب الأخرى من أهمها في نظري «ذات يوم في مصر»، الذي يحتوي على شهادات الخبراء العسكريين السوفييت في فترة حرب الاستنزاف وما بعدها.

عما تبحث في الكتاب قبل أن تشرع في ترجمته؟

لي توجهان في ترجماتي، الأول هو كيف يري العالم ــ  والدراسات الروسية تحديدًا ــ مصر، وإلقاء الضوء على الصفحات المجهولة من تاريخ مصر والموجودة في الأراشيف الروسية، وهي كثيرة، نتيجة للعلاقة الطويلة جدا والممتدة، فكثير من الناس يحددون العلاقات المصرية الروسية بتاريخ العلاقات الدبلوماسية، أي ما يزيد على سبعين عامًا قليلا، لكن الحقيقة أن العلاقات الثقافية والإنسانية كانت أبعد كثيرًا من ذلك، حيث تعود للقرن الحادي عشر، بعدما اعتنقت روسيا المسيحية في القرن العاشر، وبدأ مسيحيو روسيا في الحج إلى الأراضي المقدسة في فلسطين، وبالتالي اقتربوا بشكل كبير من مصر وسيناء، ودير سانت كاترين الذي أولوه برعاية خاصة، وبعدها نزلوا للوادي وانبهروا بتلك الحضارة التي لم يكونوا على دراية بها. أما التوجه الثاني فهو الأدب الروسي باعتباري متخصصًا في الأدب الكلاسيكي.

هذا يعني أنك تؤمن بالتخصص في الترجمة.

بكل تأكيد، التخصص مهم جدا، لأن ذلك يوفر دراية للمترجم بمجاله، مما يمكنه من الفهم الجيد ومن ثم نقل الترجمة بشكل واضح وصحيح، حيث يلقي الضوء على النقاط التي قد تكون غامضة بالنسبة للقارئ، فالترجمة أساسها «أن تَفهَم لكي تُفهَم».

أي أن المترجم هو محور الارتكاز في عملية الترجمة؟

استراتيجيات الترجمة ليست فقط على مستوى المترجم، وإنما أيضًا على مستوى المؤسسة والدولة، فالأساس هو نقل فكر آخر والتعرف على تجارب الآخرين وإنجازاتهم، وعلى مدى التاريخ كانت الترجمة هي المحور الذي قامت عليه حضارات، وبالتالي على كل دولة أن تهتم به من خلال مؤسسها، وهذا ما فكر فيه محمد على عندما أرسل البعثات لنقل العلوم الجديدة غير الموجودة لدينا، وبهذا استطعنا تحقيق نقلة فكرية وثقافية.

ومن هنا، من المهم وضع استراتيجية للدولة في الترجمة لتحديد احتياجاتها لبنائها الذاتي. ما يحدث عندنا حتى الآن أن الترجمة مازالت عملية مرتبطة بشخص المترجم وثقافته وفكره وميوله، وذائقته الشخصية المبنية على تجربته الخاصة. وفي أحيان كثيرة يرتبط ذلك أيضًا بالناشر، الذي يخاطب سوقا معينة، ومن ثم يختار أعمالا معينة ذات صفة تجارية، وبالتالي تظل العلوم والعلوم البحتة بعيدة عن الاهتمام. رغم أني ضد ترجمة العلوم البحتة، وأفضل عليها ترجمة العلوم المبسطة الحديثة، التي تكون ملمة بشكل عام بالعلوم المختلفة، كالكتب التي صدرت في الستينيات واستفدنا منها كثيرا، مثل «الرياضة للمليون».

من واقع خبرتك، هل يوجد في التجربة الروسية ما يمكن أن نستفيد منه في الترجمة بمصر؟

كل منجز إنساني مهم بغض النظر عن اللغة أو الجنسية، وتجارب كثيرة تحتاج للرؤية. وبالطبع، هناك خطوط تماس بين حركة الترجمة في مصر ونظيرتها في روسيا، فنفس هاجس النهضة الذي كان عند «محمد علي»، كان موجودًا عند توأمه الفكري بطرس الأكبر، الذي أراد أن يخلق من روسيا دولة حديثة، فسار على نفس النهج، واهتم بالبعثات لنقل العلوم من الإيطالية والإنجليزية والفرنسية.

وماذا عن الترجمة من العربية في روسيا؟

هناك اهتمام أكاديمي، فالعاملون في معاهد الاستشراق أو البحوث يهتمون بالأدب المصري، ومنهم فاليريا كربتشينكا والدة السفير الحالي لروسيا، التي تعد من أكبر المستشرقات، وترجمت لعدد كبير من الأدباء المعاصرين بدءًا من القرن التاسع عشر وحتى أحمد فؤاد نجم، ولها طلبة كثيرون، وهي عليمة بالكتاب المصريين وصديقة للعديد منهم. لكن هذا كان مجهودها الشخصي، فالترجمة من العربية تعتمد على الجهود الشخصية. وأنا كمترجم أفضل أن تتم الترجمة من العربية للروسية من جهتهم، لأنها لغتهم وهم يملكونها، ولكن بشكل مشترك، نظرا لأنه قد تكون هناك حاجة للمساعدة من مترجم مصري لتوضيح بعض المعاني غير الواضحة، وخاصة العامية.

هل هناك تعاون مؤسسي بين البلدين في هذا الأمر؟

كانت هناك محاولة قام بها د.أنور مغيث أثناء زيارته لموسكو، للتعاون مع معهد موسكو للترجمة، لكن ما أراه، أن الأمر مقصور فقط على دعم اللغة الروسية، فهم يستهدفون نشرها، وبالتالي يعرضون دعما ماليا لدور النشر التي تترجم عن الروسية، يشمل ذلك دعم المؤسسة والمترجم. أما من العربية للروسية فهي كما أوضحت جهود فردية.

صعوبات الترجمة متعددة. ما أبرزها بالنسبة لك؟

ماذا نترجم؟ ولمن نترجم؟ سيظل هذا هو السؤال الأهم. هناك كتب أساسية للمثقف لابد أن يقرأها حتى وإن أصبحت قديمة، لأن كثيرا من القضايا الفكرية طُرحَت منذ أزمان طويلة، فالأمور الإنسانية قابلة للنقاش والطرح حسب معطيات كل عصر. وفي الحقيقة، لدينا تحديد في كل المجالات لما يجب أن يترجم، لكن ينقصه التفعيل. إضافة إلى التعريف بما هو موجود، فالكتب تصدر ولا تواكبها حركة نقدية لتوجه المترجم والقارئ. كما أن المؤسسات المعنية باللغات الأجنبية لا تكترث بإعداد مترجم للسوق، ومعظم أقسام اللغات تخلق ناقدا أكثر منه مترجما، لذلك أدعو كلية الألسن بمضاعفة اهتمامها بإعداد المترجمين، لأن هذا هو الدور الذي أُنشِئَت من أجله.

جزء كبير من الترجمة في الدول المختلفة يعتمد على مشاريع طلبة الجامعات. لماذا لا نطبق ذلك مع طلابنا؟

قد يكون من المناسب أن نطرح هذا المشروع عن طريق »أخبار الأدب»، وأن ندعو الأساتذة الذين أشرفوا على ترجمات سواء في الدراسات العليا أو ما قبلها ويرون أن من بينها أعمال جيدة صالحة للنشر، باعتبارهم أكاديميين وأصحاب خبرة، فليرشحونها ونحن على استعداد لنشرها في سلسلة «آفاق عالمية»، بدلا من أن تظل تلك الأعمال حبيسة أرفف الجامعات، في حين يمكن من خلالها اكتشاف مترجمين جدد واعدين، كما سنفيد المجتمع بالتعرف على أعمال مهمة بلغات غير الإنجليزية والفرنسية، فنحن مازلنا نعاني من مشكلة المركزية الأوروبية في اللغة.

ونعاني كذلك من هروب خريجي أقسام الترجمة من العمل في المجال. أليس كذلك؟

لأن الترجمة لا تعد ضمن المهن المعيلة لصاحبها، فلا أحد يحمل صفة «مترجم» في بطاقته الشخصية، وكل من يترجمون يقومون بذلك في الأغلب لأنهم يحبون الترجمة ويريدون الإسهام في تأدية دورهم الثقافة، فما جعلني أترجم بجانب وظيفتي الحكومية هو شعوري بأن لي رسالة على تأديتها. وفي روسيا أيضا يحدث ذلك، من يترجمون هم أصحاب رسالة.

إنشاء نقابة للمترجمين يمكنه الإسهام في حل هذه المشكلة. لما توقف المشروع؟

عندما عقد المركز القومي للترجمة ملتقى لمناقشة أمر نقابة المترجمين، فوجئنا بالقاعة مزدحمة، لكن للأسف اتضح أن أغلبيتهم مترجمون يعملون في مؤسسات للترجمات القانونية والإدارية وليس لديهم ضمانات للمعاش وغيره، فكان هدفهم الأكبر هو الانضمام لنقابة تضمن لهم بعض حقوقهم في المعاش والرعاية الصحية لا تنظيم العمل الترجمي بحد ذاته والمساهمة في وضع خطط له. بالإضافة إلى أن المشروع واجه مشكلات كبيرة جدًا في توفير مكان للنقابة، لذلك توقف.

الترجمة عن لغة وسيطة. في رأيك، هل من شأنها إحداث رواج في المجال أم تضر به؟

ما يصدر في العالم كثير جدًا، ونحن نشهد تجربة الترجمات الوسيطة منذ زمن، فترجمات الدروبي الشهيرة التي تربى عليها جيل من المبدعين كلها كانت عن لغة وسيطة هي الفرنسية، بعض الناس قالوا أنها سيئة، لكنني عندما بدأت الترجمة عن الروسية وجدت أن الجوانب السلبية في ترجمته مصدرها المترجم الفرنسي نفسه أو ما نسميه »الذائقة الفرنسية»، حيث حذف أجزاء من النص الأصلي لأنها لا تلائم ذوقه، لكني أظن أن هذا النقص لم يخل بالأعمال كثيرا، فالفائدة التي عادت على الناس كانت كبيرة آنذاك في ظل عدم وجود مترجمين عن تلك اللغات، أما الآن بعدما أصبحوا متوافرين فليترجموا، ولكن تظل هناك لغات عدد مترجميها لا يسمح بمواكبة ثقافة هذا البلد، كالسويدية والرومانية والمجرية.

كما تظل هناك مشكلة كبري تكمن في الترجمة عن اللغة العبرية، حيث تصدر كتب في إسرائيل من المهم جدًا ترجمتها، لكن الكثير من المترجمين يخشون الوقوع في إشكالية الحصول على حقوق الترجمة ومن ثم التطبيع. هل يعني ذلك أن نظل مغيبين عما يكتبونه؟ علينا أن نعرف كيف يفكرون، على الأقل فيما يخصنا، فالأدب مرآة المجتمع وعلينا ترجمته لنعرفهم.

هذا يجعلنا نتساءل حول حدود تدخل المترجم في الأعمال التي يترجمها؟

هناك فرق بين دقة الترجمة وأمانة الترجمة، والتصرف المخل. عندما رأيت ترجمات الدروبي، لم أجد أن تصرف المترجم الفرنسي كان مخلا، لأن الكاتب الروسي كان يستخدم في بعض الأحيان وصفا مقززا للأماكن، الأمانة تقتضي وجوده، ولكن حذفه لم يُخِّل أيضًا، خاصة أن العمل قائم على أفكار، فإذا طالعنا ترجمة الدروبي لرواية «الجريمة والعقاب» سنجد أن العمل يكاد يكون متكاملا، في حين أن سلامة موسى حين ترجمها عام 1914 تكاد تكون إعادة تأليف، حيث نزع بعض المشاهد الهامة في الرواية بحجة أنها قاسية ولن يتحملها القارئ، بل وأعاد صياغة الخاتمة بحيث تكون سعيدة، هذا خروج على أمانة الترجمة. فلا يجوز إعادة تحرير النص الأصلي، لأن ذلك مساس بالمبدع وحقوقه.

ما موقع اللغة الروسية بين اللغات الأخرى في مصر؟

هناك تحسن كبير في ترجمتها، لكنها مازالت تحبو بجانب الإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى أننا مازلنا على مستوى كل اللغات مقصرين، فالعالم العربي كله في العام لا يصدر أكثر من ألف كتاب مترجم في كل اللغات، في حين أن هناك دولا تُصِدر كل منها 40 ألف كتاب في العام.

ما خطتك لسلسلة الآفاق العالمية؟

قرأت مؤخرًا حوارا مع واحد من أكبر النقاد المعاصرين في روسيا، وطُرح عليه سؤال بخصوص أهم مائة كتاب في الأدب العالمي، فاقترح مائة عمل، قد لا تكون الأفضل في العالم ولكنها مهمة لكل مثقف وعليه أن يعرفها، حيث تدخل في البنية الأساسية لتكوينه، وبعضها يصعب الحصول عليها حاليا، ففكرت أن يكون هناك مزج بين تلك الكتب والكتب الحديثة. لكننا سنعتمد في الوقت الحالي على اقتراحات المترجمين وذائقتهم وثقافتهم، وكذلك اقتراحات مثقفينا للكتب الهامة، لأن هناك الكثير من الباحثين بحكم عملهم يعرفون كتبا كثيرة لسنا على دراية بها ــ كقائمين على السلسلة ــ بحكم بعدنا عن التخصص، فمرحبا بأي مقترحات، وفي حالة التأكد من قيمة العمل وفائدته سيتم ترجمته، ومعيارنا هو الجودة وليس اسم المترجم، فالشباب لابد أن يأخذ فرصته، لأننا في حاجة لأضعاف أضعاف المترجمين الحاليين.

تفرق جهات الترجمة بين هيئتي الكتاب وقصور الثقافة بخلاف المركز القومي للترجمة. هل من شأنه إحداث تداخل وإهدار الجهود؟

التداخل حدث بالفعل، فهناك أعمال تُرجِمَت بأكثر من جهة، ولذلك أقول إنه إذا حدث نوع من التعاون والعمل تحت مظلة واحدة سيصبح الأمر أكثر تنظيمًا وتنسيقًا، حتى لا تضيع جهود المترجمين أو الأموال، على الأقل في الهيئات التابعة لوزارة الثقافة.

هل يوجد في الأدب الروسي من تراه جديرًا بالحصول على نوبل؟

هناك أكثر من كاتب في روسيا يستحقون نيل الجوائز، ولكن هل نوبل ستغير من فكرها واعتباراتها السياسية والعرقية لتمنحهم الجائزة؟، فليكن كاتب مثل زاخار بريليبين، أحد أهم الكتاب في روسيا، الذي يحلق خارج السرب بالنسبة لما ينشر في روسيا، حيث يغلب الطابع التجاري على غالبية المنشور، لكن لا أظن أنه سيكون ضمن المرشحين لنوبل في أي وقت.

ماذا تترجم الآن؟

قاربت على الانتهاء من ترجمة رواية «صيف في بادن»، التي كتبها طبيب روسي في الثمانينيات دون توقف، عن أكثر من زمن، وتم تهريبها للخارج ونشرها في طبعة محدودة بالإنجليزية، ثم عثرت عليها الناقدة الأمريكية الشهيرة سوزان زونتاج - التي كتبت مقدمتها - في إحدى خرائب الكتب بلندن، وقالت عنها حرفيا «الرائعة المفقودة  للقرن العشرين»، كما وصفها النقاد بالمتميزة، وقالت بعض الصحف أن ظهور هذا الكتاب مثل اكتشاف مومياء فرعونية.

Comments